الثلاثاء، 14 يونيو 2022

"من استطال الطريق.. ضعُف مشيه"

مامعنى الوصول بعد فقدان تلك الحرارة التي كانت ترافق خطواتك، وبعد أن تخلّت عنك تلك الطبول التي كان يدقها قلبك ليستحثّ مسيرك؟

مامعنى أن تصل لغاية أفنيت في سبيلها كل شغف، وقدمت لها كل قرابين الرضا.. ثم تكتسف أن تلك الغاية آلت إلى محطةٍ أخرى في دربٍ لا يلوح في أفقه نهاية؟

لطالما أنهكَني القلق حول تلمّس الغايات في مسيري، لطالما أردت أن يكون طريقي واضح المعالم، أن تكون منعطفاتي مدروسة، وأن تكون خريطتي مرسومة، أن أصل في الميعاد المحدد، وإلى الوجهة التي تخيلت.

وكنت اكتشف في كل مرة، أن خطواتي هي التي ترسم الطريق، أن المعالم تتبدّى حين نسلكها، وأن المنعطفات تتمهد حين نأخذها، وأننا نحن، بخوفنا وقلقنا، باندفاعنا وتدفقنا، نحن من نصنع طرقنا.

وأدركت على وجه اليقين: أن الوجهات النهائية لا وجود لها، فللوجهات النهائية ميزةٌ واحدة: وهي نهاية المسير والسعي.


الاستمرار في كثيرٍ من الأحيان مطلب، بدون أن نعوّل كثيراً على جمال الغاية أو نهاب طول الطريق، واستشهد هنا بعبارة لابن القيم رحمه الله:

"من استطال الطريق.. ضَعُف مشيه"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق